هل سيتمكن “فيسبوك” من تحقيق المستحيل بواسطة عملة “فيسكوين” المرتقبة؟

أثارت الأخبار التي تداولتها صحيفتي “بلومبرغ” و”نيويورك تايمز” عن قيام “فيسبوك” بإصدار عملة رقمية خاصة به ضجة كبيرة في أسواق التشفير العالمية وقطاع التكنولوجيا المالية بأكمله، وكما أفادت الصحيفتين فمن المتوقع أن يتم استخدام هذه العملة على منصة الرسائل “واتساب” لتحويل الأموال مباشرة من شخص إلى آخر.

ولا يعد مشروع العملة الرقمية أول مشروع خاص بمجال التشفير أو المدفوعات ل”فيسبوك”، فقد سبق وأطلقت الشركة عملة افتراضية في عام 2011 لتفشل بعد عامين، وتم إصدار مشروع “هدايا فيسبوك” في عام 2012 ليفشل بعد عامين أيضا، كما تم إطلاق خدمة مدفوعات خاصة ب”فيسبوك ماسنجر” في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2015 وتوسعت لتشمل أوروبا بعد عامين.

وبعيدا عن الضجة الإعلامية، يجب على المستثمرين والمهتمين بقطاع التشفير إدراك الأهمية الفعلية لتلك العملة المرتقبة وإمكانياتها، إذ تختلف هذه العملة عن كل المحاولات السابقة ل”فيسبوك” نظرا لكونها قائمة على تقنية البلوكتشين، كما من المقرر أن تكون العملة مستقرة ومدعومة بمجموعة من العملات الورقية.

وبفضل تقنية البلوكتشين، ستصبح للعملة إمكانية تنفيذ العقود الذكية، كما ستوفر عنصر الخصوصية للمستخدمين لتصبح أول عملة رقمية مستقرة تمنح كلتا الميزتين في نفس الوقت، في حال نجاحها.

ونظرا لكونها ستصبح عملة رقمية مستقرة، فهي ستعاني مثل مثيلاتها من العملات المستقرة من عدم قبولها من قبل الشركات، وبالتالي يضطر المستخدمين لتحويلها إلى عملات ورقية كالدولار أو اليورو من أجل شراء السلع والخدمات، ولكن قد ينجح “فيسبوك” في حل هذه الأزمة وتقديم المنتجات للشراء في مقابل عملة “فيسكوين” مباشرة.

وبالنسبة للتحويلات المالية، وهي هدف العملة الرئيسي، يأمل “فيسبوك” في جعل التحويلات المالية أرخص وأسرع عشرات المرات من الطرق التقليدية لتحويل الأموال عبر خدمة “واتساب” المنتشرة في جميع أنحاء العالم، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة لأن العملات الرقمية المستقرة لا تعتبر مناقصة قانونية وبالتالي من الصعب إقناع الشركات على استخدامها.

وهناك طريقتان لحل هذه المشكلة، الأولى تتمثل في عقد شراكات مع شركات أخرى لقبول العملة كوسيلة للدفع، وبالتالي تصبح العملة ذات قيمة خارج نطاق “فيسبوك”، والثانية هي عقد شراكات مع منصات تداول العملات الرقمية حول العالم لتمكين المستخدمين من تحويل العملة إلى أي عملة أخرى سواء رقمية أو ورقية.

إن هذه العملة بصدد مواجهة العديد من التحديات والعقبات، ولكن في حالة نجاحها وتمكنها من إيجاد حلول من الممكن أن تصبح عملة رقمية ذات قيمة فعلية وتحقق تطورا مذهلا في عالم التشفير.

المصدر : investing

Scroll to Top
Exit mobile version
%%footer%%